غاضبةٌ أنتِ ولم أدرِ أنْ معكِ ستغضبُ ليلاتي
يهواكِ الليلُ فروَّعَه ثوَرانُكِ مثلَ الجمراتِ
لم يعلمْ مَنْ فينا الجاني لم ينظرْ بعضَ شِكاياتي
مازالَ الليلُ يُنازلُني والحربُ تدورُ بساحاتي
والعشقُ أسيرٌ في قيدٍ صنعتْه في َّحماقاتي
كمْ حُلمٍ أدمتُه الذكرى يتأسفُ عندَ السَكَرَاتِ
مفتوناً في حبِ امرأةٍ لاتُتقنُ غيرَ جراحاتي
لاغيرُ النارِ له مثوىً لتُطهرَّ منه جناياتي
كم كنتُ أُحذرُكَ ولكنَْ ما كنتَ لتسمعَ صيحاتي
آثرتَ الموتَ فدا امرأةٍ لا تعرفُ كيفَ مواساتي
عاصفةً كانتْ ما هبَّتْ إلا لتُهيَّجَ نسْماتي
وشَهاباً يسقطُ في غضبٍ ليُدمرَّ كلَّ مديناتي
هلْ كانَ الليلُ يرى قيدي فيُحررُ مني صرخاتي !
ماكنتُ لأدفعَ غزوتَه ويداكِ تُباركُ حسْراتي
ياليلُ أما يكفيكَ إذا أججتَ بديعَ حكاياتي
نَجمُكَ مُتَّقدٌ من شرري وسُهادُكَ خضَّبَ نظْراتي
وطيورُكَ تشدو من نحبي وتُرددُ حُزناً أبياتي
قد ذابَ غمامُكَ إذْ أمستْ مني تتسابقُ عبراتي
فنسيتُ الصُبحَ وطلعتَه هل حقاً ذا الصُبحُ سيآتي !
أم قدَرٌ في الحبِ علينا أن نُدفنَ بين الظُلماتِ
أن نرْجِمَ كلَّ قصائدَنا أن نجْلِدَ كلَّ الكلماتِ
أن نخلعَ زهراً لا يُروى إلا من فيضِ الدمْعاتِ
بركانُ الخوفِ تجسدَّني وتفجَّرَ بين وريقاتي
وتأنَّ حروفيَ أجمعُها ما أكثرَ بعدَكِ أنَّاتي
انتفضُّ كما العصفورُ ولا رفَّتْ بالشوقِ جَناحاتي
أتعذبُ فيكِ ولم أنقضْ يوماً أيمانَ غراماتي
كم وسوسَ بالهجرِ خصامٌ فأعوذُ ببعضِ بقاياتي
أغرانيَ بالكُفرِ عذابي فجعلتُ الحُبَّ رسالاتي
سيدتي ما الحبُّ حروبٌ بل كان الحبُّ سلاماتي
سيدتي ما الحبُّ شجونٌ بل كان الحبُّ مسرَّاتي
ماالحبُّ خصامٌ وفِراقٌ وجراحٌ تبعثُ لوعاتي
أرضيتِ أنْ أُحملَ صَبَّاً تتساقطُ بالعشقِ رُفاتي !
هل كان اللومُ بمنقصةٍ لو سبقَ الجُرحَ ملاماتي
قد خُلقَ اللومُ لُنطلقَه فنبددَّ فيه متاهاتي
لكنَّ الغضبَ له شَرَكٌ يتصيدُ كلَّ عذاباتي
وأحبُّكِ رُغماً عن ألمي رُغماً عن موتِ البسْماتِ
رغماً عن نارٍ تسكنُني فتصيرُ رماداً شهْقاتي
رُغماً عن عشقٍ أزرعُه فتموتُ هشيماً ثمْراتي
سأُحبُّكِ رُغمَ تلاقينا أغراباً بينَ الطُرقاتِ
نتبسَّمُ في وجهِ الدُنيا ونُغازلُ كلَّ النَجْماتِ
ونُغني عذبَ قوافينا لنرحبَّ بالفجرِ الآتي
بقلمي